لماذا يخذلك الحماس؟ وتنجح العادة؟

هل شعرت يومًا بأنك بدأت شيئًا بحماسة لا توصف، ثم بعد أيام… ذبل كل شيء؟

وكأن شيئًا داخلك انطفأ فجأة؟

ذلك المشروع الذي حلمت به، أو تلك الخطة الصحية، أو حتى دورة كنت متحمسًا لها جدًا…

كلنا مررنا بذلك. والسبب؟

أننا نثق في الحماس أكثر مما نثق في العادة.

قصة واقعية: عاصم ودفتر التخطيط

عاصم، شاب في الثلاثين، بدأ عامه الماضي بدفتر تخطيط أنيق.

كتب أهدافًا ملهمة: “أقرأ 24 كتابًا”، “أمارس الرياضة 5 مرات أسبوعيًا”، “أطلق مشروعي”.

بدأ بقوة… لكن مع نهاية فبراير، لم يكمل شيئًا.

في جلسة تدريبية معه، قلت له:

“كل أهدافك عظيمة، لكن… أين عاداتك؟”

بعدها بـ3 أشهر من التدرج، بدأ يركز على عادة واحدة:

10 دقائق قراءة كل صباح.

وبعد 6 أشهر، أنهى 7 كتب، وبدأ مدونته.

قال لي:

“تعلمت أن الحماس يشعل البداية، لكن العادة تبني النهاية.”

شرح الفكرة: الفرق بين الحماس والعادة

  • الحماس: عاطفة لحظية، تشتعل فجأة وتنطفئ فجأة.
  • العادة: سلوك ثابت، يتراكم ببطء ويبني نتائج حقيقية.

الحماس قد يجعلك تبدأ الركض،

لكن العادة هي من توصلك إلى خط النهاية.

خطوات عملية لبناء عادة تدوم

  1. ابدأ بصغير جدًا:
    لا تبدأ بساعة قراءة… بل بـ5 دقائق.
  2. اربط العادة بسياق يومي:
    مثلًا: بعد شرب القهوة = أقرأ صفحتين.
  3. تابعها على تقويم بصري:
    علامة ✓ يوميًا تعني الكثير لعقلك.
  4. لا تسمح ليومين متتالين بالانقطاع.
    الانقطاع ليوم وارد… يومين؟ ممنوع.
  5. اكافئ نفسك على الاستمرارية، لا على الإنجاز.
    أنت هنا لتُصبح إنسانًا مختلفًا… لا فقط تنجز شيئًا.
  6. إشارة دينية:

قال تعالى:

“وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ”

[الحجر: 99]

العبادة في الإسلام لم تُبنَ على الحماس، بل على الدوام والثبات.

النجاح الروحي والمادي… كلاهما ثمرة الاستمرارية.

:الختام

في المرة القادمة التي تشعر فيها بالحماس، اسأل نفسك:

“ما العادة الصغيرة التي أستطيع البدء بها الآن؟”

لا تطارد الشعور…

ابنِ النظام.

دعوة للتفاعل:

ما هي العادة التي نجحت في الالتزام بها لفترة طويلة؟

أو… ما هي العادة التي حاولت بناءها ولم تستمر؟

شاركنا في التعليقات، لعل تجربتك تُلهم غيرك في بناء طريق جديد.

Leave a comment