في خضم الحياة، وسط التحديات، الانشغالات، والأصوات الكثيرة… يبقى سؤال واحد يهمس في داخل كل إنسان: هل أنا فعلًا متصل بالله؟
قد نصلي ونصوم ونذكر، لكن هل نحيا بهذا الذكر؟ هل نشعر بأن الله حاضر في تفاصيلنا، في قراراتنا، في اختياراتنا؟ أم أن الأمر مجرد تكرار معتاد… بلا حرارة، بلا أثر؟
هذه المقالة رحلة صادقة، موجهة إلى كل من يشعر بالتيه رغم التدين، وبالفراغ رغم العبادات. نحاول فيها أن نعيد المعنى، ونفكّر بعمق: ما هو الاتصال الحقيقي بالله؟ وكيف أعيشه في كل لحظة؟
🟨 القصة: “يصلي… لكن لا يشعر بشيء”
أحمد، شاب في الثلاثين، ملتزم بالصلاة منذ سنوات. لكنه في لحظة صادقة مع نفسه، اعترف:
“أصلي… لكن لا أحس. أقرأ الأذكار… لكن أشعر أن لساني يسبق قلبي. وكأن بيني وبين الله حائط زجاجي… أراه، ولا ألمسه.”
هذا الشعور يتكرر عند الآلاف… وربما الملايين.
السبب؟ أننا نمارس الاتصال… بلا وعي.
وهنا تبدأ الإجابة الحقيقية.
🟦 ما معنى “الاتصال بالله بوعي”؟
الاتصال بالله ليس لحظة في اليوم. وليس فعلًا ميكانيكيًا نؤديه ثم نعود لما كنا عليه.
الاتصال بالله هو حالة وعي مستمرة… فيها تشعر أن الله:
• معك… يرى، يسمع، يعلم. • يُلهمك… يوجّهك… يحفظك. • أقرب إليك من نفسك.
• لأننا نؤديها بلا حضور • لأننا نظن أن القرب من الله يعني فقط الالتزام الظاهري • لأننا نكرر الذكر دون استشعار الذّاكَر • لأننا نركع ونسجد… وقلوبنا غائبة
القرآن لا يُقرأ… بل يُعاش، يُستقبل، يُخترق به القلب.
🟨 ما الذي يمنع هذا الاتصال؟
• التسرّع • الغفلة • التكرار العشوائي • ظنّ أن الله بعيد أو مشغول • الإيمان الذهني بدون حضور قلبي
كل هذه الحواجز تسقط… حين تعود إلى “الله” لا كفكرة، بل كحقيقة حاضرة.
🟦 خطوات عملية للبدء اليوم:
1 اجعل لك وقتًا ثابتًا في اليوم تجلس فيه مع الله، بدون أداء… فقط حضور. 2 اكتب كل يوم “آية شعرت بها اليوم” و”اسم من أسماء الله أحتاجه اليوم”. 3 صلِّ ركعتين ببطء… كأنها أول وآخر صلاة. 4 قبل النوم… اغلق كل شيء، وتحدّث مع الله بـ 3 جمل صادقة. 5 ذكر بوعي: اجعل كل “سُبحان الله” كأنها تطهر داخلك فعلًا.
🟧 الخاتمة: الاتصال بالله… هو أساس كل شيء
من دون الاتصال الحقيقي بالله، تصبح العبادات عادة… والدعاء روتينًا… والحياة سطحية.
لكن حين تتصل… ترى، تسمع، تشعر، تفهم، وتعيش على نور: